كانت مجلة “نيكي جيرو شا بوتوشي” قد أصدرت في السابق عدداً خاصاً بشأن صناديق التروس، حيث كان التركيز على استكشاف مدى قدرة نطاق تأثير نظام التروس المتغيرة CVT في مجال صناديق التروس الأوتوماتيكية. ومع ذلك، فإن صندوق التروس الأوتوماتيكي من الفئة الثالثة، الذي لم يكن لافتاً للنظر في ذلك الوقت، يظهر اليوم اتجاهاً متسارعاً للصعود، وهو ما يُعرف بـ DCT (نظام نقل بمقبضين مزدوجين).
في جوهره، يعتبر DCT نوعاً من صناديق التروس الأوتوماتيكية الميكانيكية AMT التي تعمل على أتمتة عملية تغيير السرعات في صناديق التروس اليدوية، والمميز فيه هو دمج مجموعتين من المقبضين ومجموعتين من أوضاع التروس. حيث يتصل المقبضان بالأوضاع الفردية مثل السرعة الأولى والثالثة والخامسة وغيرها، وبالأوضاع الزوجية مثل الثانية والرابعة والسادسة وغيرها، ومن خلال التبديل المتناوب بين المقبضين، يتم تحقيق التحول السريع بين الأوضاع الزوجية والفردية.
في عام 2003، كانت شركة فولكس فاجن الألمانية أول من قام بتركيب هذا النوع من صناديق التروس الأوتوماتيكية في السيارات الإنتاجية الضخمة، وأطلقت عليها اسم “DSG” (صندوق التروس المتغير المباشر). وعلى مدى السنوات الأربع التالية، لم تقم شركات أخرى بتقليد خطوات فولكس فاجن. ولكن اليوم، بدأ DCT يظهر اتجاهاً نحو الانتشار بشكل مفاجئ. بالإضافة إلى أن شركتي ميتسوبيشي للسيارات ونيسان موتورز ستستخدمان هذا النوع في طرازاتهما الجديدة التي ستطرحان في السوق هذا الخريف، فإن مجموعة فورد وشركة كرايسلر في الخارج تزيد أيضاً من استثماراتها في DCT. وتقدر العديد من مصنعي DCT أنه بحلول عام 2015، سيشكل DCT ما بين 15٪ إلى 20٪ من سوق صناديق التروس العالمية.
السببان الرئيسيان اللذان يجعلان DCT محط الاهتمام اليوم هما: أولاً، مقارنةً بصناديق التروس الأوتوماتيكية التقليدية المزودة بمحولات العزم وCVT، فإنه لا يوجد بها ظاهرة الانزلاق، مما يوفر إحساساً مباشراً بالتسارع عند الضغط على دواسة الوقود. ثانياً، لا توجد خسائر انزلاقية في المحول، وباستخدام تروس مسننة ذات كفاءة نقل أعلى من التروس الكوكبية، مما يجعل كفاءة استهلاك الوقود أعلى من صناديق التروس الأوتو默اتيكية العادية. وعلى الرغم من عدم وجود بيانات مباشرة للمقارنة مع CVT حتى الآن، إلا أن CVT تعاني من انخفاض في كفاءة استهلاك الوقود بسبب زيادة خسائر الاحتكاك في الأشرطة المعدنية أثناء القيادة بسرعات عالية. لذلك، بالنسبة للسوق الأوروبية حيث تكثر حالات القيادة بسرعات عالية، يعتبر DCT أكثر ملاءمة من CVT.
من المقلق أن مصنعي صناديق التروس اليابانيين يتأخرون قليلاً في تطوير DCT. فDCT يستند إلى هيكل صناديق التروس اليدوية، بينما تحولت شركات صناديق التروس اليابانية المعروفة تركيزها نحو تطوير AT وCVT. وعلى الرغم من أن صناديق التروس الأوتوماتيكية اليابانية قد وصلت بالفعل إلى المستوى العالمي الرائد، إلا أن DSG، الذي بدأ الإنتاج الضخم له منذ أربع سنوات فقط، قد اكتسب بالفعل درجة عالية من النضج. وبالنظر إلى هذا الوضع، لا يمكن القول بأن مكانة AT الحالية ثابتة وغير متغيرة. ستنشر مجلة “نيكي جيرو شا بوتوشي” في عددها لشهر نوفمبر، الصادر في 28 سبتمبر، أحدث التقارير حول DCT، على أمل أن تصبح مرجعاً للتفكير في تطور صناديق التروس الأوتوماتيكية في المستقبل.